توجهت إلى حي الشفاء في الرياض، المشهور بوجود العديد من أماكن تجميع السيارات المستعملة أو ما يعرف بـ “تشليح”. عندما وصلت، كانت الأجواء مليئة بالنشاط والحيوية. كنت متخوفاً قليلاً ولكنها ليست التجربة الأولى بالنسبة لي في شراء سيارة مستعملة.
دخلت إلى أحد المحلات الواقعة في الزاوية، وكانت هناك مجموعة متنوعة من السيارات المعروضة للبيع، سيارات جديدة ومستعملة بأحجام وألوان مختلفة. وجدت أحد الباعة يقترب مني ويسألني ما الذي أبحث عنه. أخبرته أنني أرغب في بيع سيارتي وشراء سيارة جديدة تناسب احتياجاتي.
أثناء الانتقاء بدأت بالتفكير في صعوبة إيجاد مشتري لسيارتي المستعملة. كنت أتساءل عما إذا كان سيكون هناك أحد مهتمًا بشراء سيارة ثمينة في حالة جيدة. في تلك اللحظة، باغتني صوت صاحب المحل وهو يسألني عن تفاصيل السيارة التي أود بيعها.
شعرت بالارتياح لأنه بدا مهتمًا حقًا. قررنا المضي قدمًا والانتقال إلى صورة كاملة للسيارة وفحص شامل لحالتها. بينما نتجول حول السيارة وأنا أصف له التحسينات التي أجريت عليها خلال فترة استخدامي، شعرت بالحزن الخفي يتسلل إلى قلبي. فعلى الرغم من أنني أعرف أنها مجرد سيارة، إلا أنها رافقتني في العديد من المغامرات وخدمتني بشكل مثالي.
بعد اكتمال فحص السيارة، قدم صاحب المحل عرضًا لشراءها. رغم أن العرض كان مقبولًا من حيث المال، إلا أنه لم يكن يعكس القيمة الحقيقية للسيارة بنظري. قررت أخذ بعض الوقت للتفكير والتشاور مع الأصدقاء قبل اتخاذ قرار نهائي.
خرجت من المحل بكل الأفكار المتضاربة تدور في رأسي. عند العودة إلى المنزل، قررت أن السيارة صارت جزءًا من حياتي ولن يكون من السهل التخلي عنها بسهولة. قررت العناية بها وإما الحفاظ عليها كونها ذكرى جميلة لمرحلة حياتي.
تلك كانت تجربتي في بيع سيارتي تشليح بالرياض، وعلى الرغم من أنني لم أبيع السيارة في النهاية، إلا أن التجربة كانت فرصة للتأمل والتقدير للأشياء التي تعطينا قيمة وتشكل جزءًا من حياتنا.
لا تعليق